سارة عبدالرحمن اللهم اجعلني من اهل القرآن وخاصته
عدد المساهمات : 194 نقاط : 429 السٌّمعَة : 1 تاريخ الميلاد : 24/09/1992 تاريخ التسجيل : 19/09/2012 العمر : 32 المزاج : اللهم يسر لي أمري
| موضوع: الفرح والحزن في القرآن الخميس نوفمبر 01, 2012 8:55 am | |
| تحدث العلامة الدكتور يوسف القرضاوي في خطبة الجمعة عن العاطفة في كتاب الله، متناولا عاطفتي الفرح والحزن، مبينا ما ينبغي أن يكون عليه المؤمن في الحالتين.
وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن الإنسان من شأنه أن يفرح ومن شأنه أن يحزن، فهذه عواطف بشرية طبيعية لا تتخلف عن إنسان، وليست كل الحياة أفراحا وليست كلها أحزانا، فمن طبيعتها التغير والتبدل المستمر.
وأرشد إلى أن "الإنسان المؤمن العاقل الذي يلتزم رضا الله تبارك وتعالى ويبتعد عما يسخطه، يحاول أن يصف عواطفه وأن يزنها بالميزان السليم، ميزان الشرع وميزان العقل وميزان الخلق وميزان المجتمع، بحيث لا ينحرف بها عن طريقها المستقيم ويسير في الطريق الأعوج"، مشيرا إلى قوله تعالى "أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمْ مَنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" (الملك:22)
ولفت إلى أن مثلنا الأعلى في ذلك هو الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان يفرح ويحزن. بعض أناس قال إنه كان متواصل الأحزان، ولكن المتحققين من العلماء قالوا لم يثبت بهذا حديث صحيح، بل كان يستعيذ بالله تعالى من الهم والحزن، مشيرا إلى قوله تعالى "وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" (آل عمران:139)، وقوله "وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (يونس:65)
وبين الشيخ القرضاوي أن الإنسان لا يملك ألا يحزن، ولكن ينبغي أن يتعاطى مع ما يحزنه ولا يستسلم له، وأن يقف الموقف الوسط المعتدل، ولا يغالي في فرحه أو في حزنه، وكذلك كان موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما مات ولده إبراهيم وهو رضيع، حيث قال "إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا".
وقال إن الحياة متغيرة، وهذه طبيعة الدنيا فيها الكدر وفيها الصفاء، فيها السعادة وفيها الشقاء، فيها ما يسر وفيها ما يحزن؛ فلا ينبغي أن نغلب الجانب السيء على الجانب الحسن، والجانب المحزن على الجانب السار، بل ينبغي أن نأخذها على ما هي عليه، مشيرا إلى قوله تعالى "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ"(البلد:4)، وإلى قول الشاعر:
[center]جبلت على كدر وأنت تريدها صفوا من الآلام والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها متطلب في الماء جذوة نار وأرشد فضيلته إلى أنه إذا حزن الإنسان ينبغي أن يغالب حزنه بالصبر وبالرضا بما قضى الله عز وجل، أما ان يستسلم للأكدار والحزن فإنه يخسر كثيرا، ومن نعم الله على الإنسان أن ما يصيبه من غم وحزن، يكفر به عنه السيئات، وتخفف عنه الخطايا والذنوب.وحذر من الفرح المطلق الذي يورث البطر والغرور، مشيرا إلى قوله تعالى "إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ" (القصص:76)، وقوله "لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ" (الحديد:23)وذكر أن هناك الفرح بفضل الله ورحمته وبنصره "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" (يونس:58)، وقوله "وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ. بِنَصْرِ اللَّهِ..." (الروم:50)، مشيرا إلى أن الفرح الصافي لا يكون إلا في الجنة "أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (يونس:62)ولفت القرضاوي إلى معنى مهم في الآية الكريم، وهو أن "كل تقي هو ولي لله، فأولياء الله ليسوا خارقين للعادة، فكل منا يستطيع أن يكون وليًا لله، فكل مؤمن ولي، أنت ولي الله وليس ولي الشيطان".
| |
|